من التطرف للإلحاد.. كيف رسم شيوخ الوسطية في مصر طريق العودة إلى الله؟

من التطرف للإلحاد.. كيف رسم شيوخ الوسطية في مصر طريق العودة إلى الله؟

من هو الله وأين؟ هل يرانا؟ فكيف لا نراه أو نسمعه؟ لماذا لم يوقف الله الحروب والمجاعات؟ كيف يمكنه رؤية جميع الكائنات الحية في كل مكان في نفس الوقت؟ ربما كانت هذه الأسئلة تدور في ذهنك منذ الطفولة. لا يمكنك أن تأخذ بنصيحة والديك بالصلاة أو ذكر الله إلا إذا كنت تتساءل عن وجوده أصلاً، وإلا ستطاردك الأفكار حتى تحصل على الإجابات.

أحيانًا تكون الإرادة وحدها كافية للإيمان بالله تعالى، وأحيانًا نحتاج إلى من هو أكثر علمًا منا ليقدم لنا حقائق منطقية تقوي علاقتنا مع الله. ومن حين لآخر تظهر جماعة تنكر الخالق، وتتعجب من الأدلة، ولا تؤمن بعلوم الدين، ولا تؤمن بالرسل حتى يكفروا. وفي ظلمة الإلحاد، هنا يأتي دور مشايخ الاعتدال، الذي يحب الشعب المصري الاستماع إليه دائما.

من جهتها أطلقت صحيفة الوطن حملة الهوية الدينية المصرية: الطريق إلى الله. وفي الرواية التالية نعرض كيف حارب المشايخ الإلحاد بالعقل والعلم والاعتماد على الحجة والأدلة. وبحسب الشيخ خالد الجندي، فإن الدين هو الطريق الوسط بين تطرف التكفيريين وتطرف الإلحاد.

الجدال بالحجة والفكر بالفكر فلا يصح أن يكلمك أحد بالعقل وأنت ترد عليه بكلام الله وكلام الرسول أو تثبت له الأمر بسرد قصص الإعجاز الإلهي الذي كان عليه في الأول ولم يؤمن المكان بما سار عليه علماء الدين في السابق، ومنهم الشيخ محمد متولي الشعراوي، وسار على نهجه. للرد والعثور على طريق العودة إلى الله تعالى.

متى بدأ الإلحاد؟

وقال الشيخ أسامة الأزهري إن الإلحاد بدأ بعد الهجرة النبوية بقرنين من الزمن عن طريق “ابن الراوندي” ومرت بمراحل مختلفة، مبينا أن الإلحاد ينشأ أساسا من ثلاثة مبادئ معرفية: الفيزياء الكونية (علم الكونيات)، وعلم الأحياء (الداروينية والحديثة). الداروينية) وفلسفة الوعي والذكاء.

وأشار الأزهري في تصريحات متلفزة إلى أن الإلحاد ليس نوعاً أو اتجاهاً واحداً. هناك الملحد المطلق الذي لا يعترف بوجود الله، ثم يأتي الملحد الربوبي الذي لا يعترف إلا بوجود قوة غير مرئية هي التي خلقت العالم، ثم يتوقف بعد ذلك، والملحد اللاأدري الذي يعتقد أن الأدلة على ذلك. .. أولئك الذين ينكرون وجود الله أو من يثبتونه لا يقل خطورة، وأخيرا الملحد المنفجر نفسيا الذي يصل إلى هذه النتيجة بعد بحث طويل ولا ينكر وجود الله بل “غاضب من الله” لأنه من المشاكل التي تصيبه .

أسامة الأزهري يبين الطريق لمواجهة الملحدين

وبحسب الشيخ أسامة الأزهري، قبل أن نسلك طريق العودة إلى الله، يجب أن نأخذ بيدنا السبب المؤدي إلى الإلحاد، وهو قبح الخطاب الديني الناتج عن النزعات المتطرفة، التي بدورها تدمر الشريعة بشكل دموي. الصور مليئة بالتلاعب، مما يشير إلى أنه حيث يوجد التطرف، يوجد الإلحاد أيضًا. ولذلك لا بد من مواجهة الفكرتين معاً.

وأكد الأزهري أن طريق الرجوع إلى الله في وجه الملحدين والمشككين في وجود الذات الإلهية يظهر من خلال إلقاء خطاب يناسب كل فئة من شرائح الملحدين الأربعة. بل يتعلق الأمر بدراسة النهج النفسي للإلحاد، وسيكولوجية المتطرف والملحد، والمنهج النفسي للإرهاب حتى يسهل مواجهة ذلك بالعلم والأدلة.

كما أكد على ضرورة وجود فرق بحثية تقدم مناقشات جادة وورش عمل وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. ويناقش بمنتهى العقلانية والدقة أهمية التسلح بالعلم، فهذا هو السبيل الوحيد لمواجهة الإلحاد وربما الحل الأمثل، بحسب الأزهري، هو تكوين فرق عمل من الشريعة وتثقيف الفيزيائيين لدراسة الإلحاد. بينما تنطلق منصات التواصل الاجتماعي لإعادة نشر الدراسات الشرعية والدينية.

من جانبه، لم يكن الشيخ محمد متولي الشعراوي مهتمًا بتفسير آيات الله فقط؛ بل هو رد على أسئلة الإيمان والاعتقاد، إذ ثبت أن الدليل العقلي هو الحل الوحيد لمواجهة الملحدين.

وقال الشعراوي: الإلحاد هو أن يتلقى المؤمن ما يهدد دينه ومعتقده، ويثير الشكوك حول معتقده. وأكد أن الأمر ليس بسيطاً عندما يتعلق الأمر بالإيمان، ولهذا يجب أن نتناول هذه الأفكار بالعقل والعقل، فمثلاً نقول للملحد: “أيها الإنسان الملحد أنكرت وجوده إلهي، شك لا تشك في وجودك، ولا تشك في وجود الكوكب الذي أنت متصل به.” ما أنت إلا أحد أنواع هذا الكوكب وأقرب الأنواع إليك هو الحيوان، لكنك تختلف عنه. من خلال الأفكار، وتتبعها النباتات، أما الحيوانات فتختلف عنها بالحواس، وبعدها تأتي الجمادات. لكن النباتات تختلف عنها في النمو، وكل جنس يخدم من هو أعلى منه، ولكنها جميعها تخدم الإنسان. الإنسان هو سيد الأجناس، ولكن من هو خالق الإنسان وكل الأجناس؟ وتركه يبحث عن الخالق.

إن عدم الاعتدال هو سبب انتشار الإلحاد

وكان الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يتحدث دائما عن مكافحة الإلحاد قائلا إن أصل الإلحاد مشكلة نفسية ولا يمكن علاجها إلا من قبل علماء يجمعون بين العلوم العقلانية والإنسانية ويجيدون العلوم. الحوار مع الملحد من خلال مواكبته وقيادته لتحقيق هدف الحوار من خلال التركيز على القواسم المشتركة. لا يوجد سؤال الخلاف.

وأرجع الجندي في برنامجه “لعلهم يفقهون” سبب انتشار الإلحاد بين الشباب إلى عدم الاعتدال: “لا بد من وجود عالم أزهري معتدل وموثوق يمكن التهدئة معه”. “فإن الاعتدال هو الاعتدال مثلا الاعتدال” نقلا عن الآية 143 من سورة البقرة “وكذلك جعلناكم أمة وسطا” أي أن بين كل رذيلتين فضيلة لا تكن قاسياً فتنكسر، ولا ليّناً فتُجرح.

كما تحدث “الجندي” عن أهمية الإيمان وأكد أن كل إنسان يحتاج إلى الإيمان كالماء والهواء ولا يستطيع العيش بدونه. إن حاجة الإنسان إلى الإيمان تقتضي منه التشكيك فيه حتى يسلك المنهج الصحيح، فيقول: “إن النفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، ولكنه باطل”.

وتناول موضوع الإلحاد، وقال إن القرآن الكريم يعتبر حصنا نفسيا للناس ويحميهم من أي فراغ نفسي إلى يوم القيامة.

وقال الشيخ علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن الفتاوى المتطرفة كانت السبب في تزايد أعداد الملحدين الذين قرروا إبراز الجانب المتطرف من الدين وإخفاء سماحته ووسطيته. ليجدوا لأنفسهم مبررات تقودهم إلى الإلحاد: “الملحدون على مواقع التواصل الاجتماعي يخترعون فتاوى متطرفة ويقدمونهم وكأنهم يخجلون من التدين على أنفسهم وعلى بقية الناس لإقناعهم أنهم ليسوا على خطأ. ولن يفعلوا ذلك بسبب الفتاوى المتطرفة، بل هناك أسباب أخرى، إما سلوكية أو عقائدية، أو لأن الملحد يعاني من مشكلة نفسية.

قد يهمك أيضاً :-