نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المطبخ المصري السياحي كنز ثقافي غائب عن مائدة الترويج السياحي - صدي أون لاين, اليوم الخميس 1 مايو 2025 09:57 مساءً
كتب: أحمد زكي
رغم ما تتمتع به مصر من تنوع ثقافي وجغرافي يجعل من مطبخها أحد أغنى المطابخ في العالم، إلا أنها السياحة المصرية ما زالت تفتقر إلى رؤية استراتيجية توظف هذا الإرث الغذائي في جذب الزوار. وبينما تروّج دول عديدة لنفسها من خلال نكهاتها وأطباقها، يظل “المطبخ السياحي” في مصر مجالًا غير مُستغلّ بالشكل الكافي، رغم قدرته على خلق تجربة سياحية شاملة تمزج بين التذوق والمعايشة الثقافية.
لطالما كان الطعام جزءًا جوهريًا من أي تجربة سفر، بل وأحد الأسباب التي تدفع السياح لاختيار وجهة دون أخرى. لكن في الحالة المصرية، وعلى الرغم من وجود عشرات الأطباق المميزة مثل الكشري، الفول، الطعمية، الملوخية، والمحاشي، فإن السياحة الغذائية لا تزال غائبة تقريبًا عن خطة الترويج السياحي، التي تركز في الغالب على الآثار والشواطئ.
لماذا يُعد المطبخ عنصرًا سياحيًا مهمًا؟
المطبخ ليس مجرد طعام، بل هو مرآة لثقافة الشعوب، يعكس تاريخها، مواردها، وحتى أسلوب حياتها. السائح اليوم يبحث عن تجربة كاملة، يتذوق فيها الطعام المحلي، ويشارك السكان في طقوسهم الغذائية، من الأسواق التقليدية إلى الأطباق المنزلية.
وقد أثبتت تجارب دول مثل إيطاليا، والمغرب، وتايلاند، أن الاستثمار في المطبخ السياحي يمكن أن يخلق نوعًا خاصًا من السياحة، تُعرف بـ”السياحة المطبخية” أو “Culinary Tourism”، تُدر أرباحًا وتزيد من مدة إقامة السائح ومعدل إنفاقه.
مقومات السياحة الغذائية في مصر.
تنوع الأقاليم: لكل منطقة نكهاتها الخاصة؛ فمطبخ الإسكندرية يختلف عن مطبخ أسوان أو سيناء أو الدلتا.
تقاليد الطهي اليدوي: الطرق التقليدية في التحضير، مثل التنور البدوي أو الطهي النوبي، تشكل عامل جذب بحد ذاته.
الأكلات الشعبية المحببة عالميًا: مثل الكشري والفلافل، التي انتشرت عالميًا، لكنها تفتقر لتقديم احترافي داخل السياحة المصرية.
تحديات المطبخ السياحي في مصر.
غياب برامج ترويجية للمأكولات المحلية ضمن البرامج السياحية.
ضعف تدريب الطهاة السياحيين على تقديم المطبخ المصري بمستوى عالمي.
تركيز المنشآت السياحية على الأطباق الغربية أو “الإنترناشونال” بدل الأصيلة.
عدم وجود مهرجانات سنوية للأكل أو جولات طعام منظمة للسياح.
ما الذي يجب فعله؟
إدماج الأكل المصري ضمن حزم التجربة السياحية: مثل تنظيم جولات في الأسواق، حصص طبخ، وتذوق منزلي.
إقامة مهرجانات للطعام المصري: داخليًا وخارجيًا، للترويج للنكهة المصرية كمكوّن من الهوية.
إعداد خريطة للطعام المصري: تُسلّط الضوء على أبرز الأطباق والمناطق المرتبطة بها.
تدريب الطهاة المصريين: ليكونوا سفراء للثقافة الغذائية محليًا وعالميًا.
السياحة تجربة متكاملة العناصر.
السياحة ليست مجرد مواقع وأماكن، بل تجربة متكاملة تتفاعل فيها الحواس، ويظل الطعم أحد أبرز عناصرها. المطبخ المصري يملك من الثروة والتميز ما يؤهله ليكون أداة جذب قوية للسياحة، إذا ما أحسنّا تقديمه، وتبنّينا رؤى حديثة تدرك قيمة ما نملكه. فهل آن الأوان لوضع الطعام المصري على خريطة العالم؟
0 تعليق